[24] Opera In Arabi -Verdi – Il Trovatore (MetOpera) 2015 Act III & IV [Etcohod]

                                           الفصل الثالث

(ابن الغجرية)
يعسكر كونت دى لونا وجيشه أمام حصن كاستيلور الذي تٌرى ابراجه من بعيد. والجنود موزعون جماعات يصقلون أسلحتهم ويلعبون النرد ويتغنون. وحين يبلغهم فيراندو خبر الهجوم المزمع على حصن كاستيلور وعلى الغنيمة الوافرة التي تنتظرهم هناك، يلبون النداء وترتفع أصواتهم معلنين استعدادهم للمعركة . يخرج لونا من خيمته وهو ينظر في كآبة ناحية الحصن حيث يتصور ليونورا آمنة بين ذراعي مانريكو. وتحدث ضجة خارج المسرح يعود منها فيراندو حاملا خبراً جديداً عن امرأة غجرية عجوز قبض عليها لاحتمال أن تكون جاسوسة، وستساق الآن للكونت لأستجوابها.
إنها أزوتشينا تجرها الحراس مغلولة اليدين وهي في مقاومتها تتوسل إليهم مرة وتصب عليهم لعناتها مرة أخرى، وكانت تكرر ذلك الفعل على التعاقب. ثم يسألها الكونت وقد أمر بحل وثاقها عن المكان الذي تقصد اليه فتجيبه أن من عادة الغجر التجوال من مكان إلى مكان. ثم يتضح له من إجابتها عن سؤال آخر أنها من بسكاليا. وأن مجرد ذكر الموضع الذي جرى فيه الأحتراق المشهور يروع كلا من فيراندو والكونت، فلا عجب إذ يظهر عليهما عدم الارتياح عندما تكمل لهما حديثها بطريقة مؤثرة للغاية فتقول إنها تبحث عن ولدها الذي لا تعرف له مكاناً.
واذ زادت شكوك لونا فإنه يتوجه إلى أزوتشينا يسألها هل تذكر اختطاف طفل لأحد النبلاء منذ خمسة عشر عاما؟ وقبل أن تتمكن من السيطرة على نفسها فتنكر معرفتها لذلك الحادث، تصرخ متسألة “هل انت…؟ هل يمكن أن تكون…؟” فيجيب الكونت وفيراندو برغم إنكارها الذي جاء متأخراً، ويتقرر تنفيذ الانتقام فيها بأسرع مايمكن. وتنادي في يأسها بأسم مانريكو، ثم تتبين بعد فوات الوقت أنها بالكشف عن نفسها كأم للفارس (المتجول) قد زادت حنق الكونت ضراما.
وتتجه القصة نحو الذروة إذ تلتفت أزوتشينا إلى الكونت في تحد بينما هو يفاخر بأخذ الثأر، وقد أقبل الحراس يقودهم فيراندو وهم يتوعدونها بأن سيكون مصيرها الأحتراق الأبدي. وعندما ينتهي هذا الغناء الإجماعي القوي تقاد ازوتشينا تحت حراسة شديدة بينما يدخل لونا وفيراندو خيمة الكونت.
في بهو مجاور لكنيسة الدير في حصن كاستيلور كان عقد قران ليونورا ومانريكو على وشك أن يتم. ويسود المكان جو قلق بدل جو الأحتفال الذي ينبغي أن يشرق عليه. وقد شغل بال مانريكو ماكانت تعتزمه جيوش لونا من الهجوم عليهم، فأوفد رويز ليتدبر شئون الدفاع. كما أقبل على ليونورا يواسيها بما لا يعد عزاء إذ هو يؤكد لها أنه إذا سقط غداً في حومة الوغى في سبيل الدفاع عنها فإن روحه ستنتظرها في جنة الخلد .
ويرتفع من داخل الكنيسة صوت الأرغن يدعوهما للدخول، ولكنهما كانا مستغرقين في غناء ثنائي يتبادلان فيه وعود الحب الدائم. وما أسرع أن يقطع عليهما رويز حبل هذا الغناء فقد عاد في سرعة يعلن أن أزوتشينا قد قبض عليها وأن النار التي ستحرق فيها مشتعلة. فيًذهل مانريكو هذا الخبر كما تتبين ليونورة من تعبيرات وجه حبيبها التي تنم عن مدى حزنه، تتبين لأول مرة أن المرأة الغجرية أمه. ويحاول مانريكو السيطرة على أعصابه قدر الاستطاعة ثم يطلب الى رويز أن يأمر رجاله بالهجوم، ويعلو صوته منشداً أغنيته المشهورة في لعن الطغاة “لترتجفوا أيها الطغاة.”
ويدخل الجنود عند نهاية غنائه الانفرادي فيعلنون استعدادهم لخوض غمار المعركة في غناء إجماعي يعلو فيه صوت مانريكو على أصواتهم وهو يودع ليونورة، ثم يهتف صارخا بما أصابه من ألم مبرح لتعذيب أمه، وينتهي الغناء بحض أتباعه على القتال. فيخرجون بين صليل أسلحة الجنود وأصوات الأبواق التي تدعوهم إلى الموقعة.

                                      الفصل الرابع

(العقاب)
يسبق ظهور ليونورة على المسرح المظلم مقدمة موسيقية بطيئة هادئة تنذر بالشؤم، وقد حضرت إلى قصر اليافيريا في صحبة رويز بأمل إنقاذ مانريكو فإنه مسجون الآن في قلعة القصر فقد فشل هجومه على معقل لونا ووقع أسيراً. وينسحب رويز، بينما تبدي ليونورة في هدوء أنها تجد في خاتمها مايحميها، وتتجه في ناحية القلعة متوسلة إلى نسيم الليل أن يحمل أغنيتها إلى حبيبها .
ثم يدق الناقوس دقة الموت، بينما يغني الرجال من خلف المسرح صلاة الجناز فتتنبه ليونورة إلى الحقيقة المفزعة تلك اقتراب موت حبيبها . ثم تسمع صوته بنفسه من القلعة يودعها . وعند إعادة صلاة الجناز خلف المسرح ترفع الأصوات مذعورة، فتصمم ليونورة وهي تقسم أنها له إلى الأبد، على أن تبذل آخر محاولة لإنقاذه.

وتختفي حين يدخل لونا عقب أتباعه الذين قد أوفدهم لإعداد العدة لقطع رأس مانريكو وحرق آزوتشينا ، ثم يقول لنفسه إنه أذا كان قد تعدى حدود سلطته فما ذلك إلا لأن حبه ليونورا ساقه إلى اليأس. وإذا بليونورا تفاجئه بالتقدم بين يديه، وفي غناء ثنائي يعقب ذلك وتتوسل لإنقاذ حبيبها. ولكن الكونت ظل قاسياً شديد الصلابه، فاضطرت إلى أن تركع على ركبتيها أمامه ، مقدمة حياتها فداءاً لمانريكو.
فزاد فعله الكونت غضباً وأكد له أنها لا تفكر فيه فثارت نفسه بتعبيرات كلها حقد وكراهية للفارس (المتجول).
ثم يهم لونا بمغادرة المكان فتتعلق به ليونورا وقد عرفت أن لا مناص لها من أن تقدم للكونت العرض الوحيد الذي يرضيه: ذلك أن تقدم نفسها، وفي موقف المنتصر يطالبهاالكونت بأن تقسم بأن تكون له. وبينما ينادي الكونت أحد رجال حرسه ويهمس إليه ببعض التعليمات، فتبتلع ليونورا سماً من خاتمها، ثم تهمهم ( سأكون لك، ولكن خرساء باردة ومن غير حياة) .وعند إعلانه بأن مانريكو سيطلق سراحه ، يرتفع صوتها مجلجلاً في أغنية مرحة، يتلقفها الكونت فيحول الغناء ثنائياً يعبر فيه عن مدى فرحته ويدخلان القلعة معاً حين يسدل الستار.
وفي داخل القلعة الخافتة الإضاءة كان مانريكو يحاول مواساة آزوتشينا. ولقد صارت نهباً لدروب الأفكار المخيفة : وأصبح كلامها غير متصل، وحين ترتفع من الأوركسترا أنغام لحن (اللهب) تتذكر آزوتشينا مرة أخرى المنظر الذي كان يلازمها دائماً ، ومنظر احتراق أمها على العامود. وأخيراً تسقط في إعياء بين ذراعي مانريكو وقد سمحت به أن يسير بها إلى مضجعها، وهي تقرر في لحن إنفرادي مؤثر قصير إنها يجب أن تنام لأن روحها متعبة.
ويرد مانريكو عليها بجملة رقيقة مهدئة، ثم يزدوج الغناء وقد اشتركت فيه آزوتشينا وهي بين النوم واليقظة فتتصور نفسها مع ماتريكو يعيشان بقية أيامهما آمنين في وطنهما بين الجبال : إلى (وطننا في الجبال) .
وبفتح الباب ومانريكو مايزال راكعاً أمام أمه ، فتدخل ليونورا منبئة إياه أن البوابة مفتوحه وعليه أن يعجل بالخروج دون أي تأخير. ولكنها تعترف بأنها وعدت بأن تبقى فتستيقظ الريب والظنون في رأس مانريكو فيسألها عن الثمن الذي قدمته لينال حريته. وكان في سكوتها البليغ الرد الكافي. وفيما هي مرتبكة من عتابه الغاضب لأنها باعت نفسها للكونت، ومن يأسها المتزايد لرفضه مغادرة المكان ، يسمع صوت آزوتشينا وهي تغني بطريقة مؤثرة أغنية عودتهم إلى الجبال.
ثم ينتهي الغناء الثلاثي عندما تسقط ليونورا عند قدمي مانريكو وهي ماتزال تتوسل إليه أن يفارق سجنه، وهو مستمر في إنتهاره لها، إلى أن انكفئت على وجهها. ولقد عاجلها السم بتأثيره أسرع مما كانت تتوقع. فيسألها مانريكو الصفح عنه لأنه أهانها بأن شك فيها. فتكرر عليه القول إنه تفضل أن تموت ألف مره على أن تعيش محرومة منه ، يدخل الكونت فيكتشف أنه قد خُدع فيقسم أن هذه الإهانه لن تمر من غير إنتقام .
ولقد أدرك الموت ليونورا وأقتيد مانريكو إلى خارج القلعة بين الحراس. وتنادي آزوتشينا إبنها في نصف يقظة، فيضطرها الكونت إلى أن تشهد مصرع ولدها من النافذه. وفي اللحظة التي يهتف فيها لونا بأن غريمه قد هلك ، تلتفت إليه آزوتشينا لتنبئه أن مانريكو شقيقه. فيصرخ صراخاً مزعجاً وبينما تصيح آزوتشينا، ( لقد إنتقمت لك يا أماه) ثم تقع مغشيه عليها أمام النافذه
ويسدل الستار ولونا مستمر في صراخه: ومازلت حياً!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

You might like

© 2022 Opera in Arabic